طفح الكيل بهم إلي حد اليأس ولكنهم مازالوا يؤمنون بهاتين الحكمتين “ما ضاع حق وراءه مطالب” و”لابد للحق من اثنين رجل يجهر به وآخر يفهمه” هذا هو حال أهالي قرية البريجات التابعة لمركز كوم حماده محافظة البحيرة بعد أن باتوا غارقين في بحر من المشكلات فعندما تمشي في شوارع هذه القرية وتنظر في وجوه أصحابها تجدها شاحبة طفحت عليها آثار المشكلات المتفاقمة من كآبة وبؤس الحال ناهيك عن الإحساس بالقمع والقهر ولكن “ما باليد حيلة” فهم مغلبون علي أمرهم بسبب المشكلات ما بين انتشار الأوبئة بسبب عدم وجود صرف صحي ، وظلام أعمدة الانارة بالشوارع، وعدم رصف الطرق و انتشار اكوم القمامة في جميع ارجاء القرية ،أما المشكلة الأكبر التي غطت علي كل ما سبق فهي بسبب عدم صلاحية نظام ونوعية مواسير شبكة مياه الشرب. مما تنشر الامراض والاوبئة بالقرية وللمفارقة فإن هذه القرية خرج منها عدد كبير من الكوادر العلمية والفكرية وكذلك عدد من الرموز الدينية المرموقة في الدولة، إلا أنها في موقف لا تحسد عليه بسبب غياب دورهم واتخاذهم موقفا سلبيا تجاه بلدهم ومسقط رأسهم. من المعروف تزايد المشكلات وقلة الخدمات والمرافق العامة بصفة خاصة في الريف والقري مقارنة بالمدن. إلا أن أهالي قري البريجات تواجه نوعا جديدا من المشكلات، وهي مشكلة غرق القرية في سيل من المياه الجوفية بسبب تواجدها الجغرافي فهى تقع بين فرع رشيد من الناحية الشرقية والرياح البحيرى من الناحية الغربية . وفي جوله داخل القرية يحكي الاستاذ / محمد حمدي رضوان “محامي” موجهاً حديثة الي رئيس الوحدة المحلية بالبريجات قائلاً : أين عربة نقل القمامة بالقرية اليوم وكل يوم؟!! فتكون الاجابة أنها خارج نطاق الخدمة زى ما كل حاجة خارج نطاق الخدمة حتى اليومين المخصصين اسبوعيا لنقل القمامة عربة القمامة ليست متواجده وغير ذلك الكثير والكثير من المشكلات والأزمات وان تواجدت وقامت بحمل الزبالة فبعد بضع دقائق تقوم بتوزيعها بالعدل مرة أخرى على أهالى القرية ولا حول ولا قوة الا بالله. بسبب عدم صلاحيتها ” متهالكة “..زباله بداخل منازلنا وأمام منازلنا بالاسبوع منظر قذر ومقزز تلتفت عنه الانظار ومسئولي الوحدة المحلية لا تحركون ساكنا وكأن شيئا لم يكن ولسان حالكم يقول نريد قرية جميلة نظيفة متطوره.كيف ذلك وتلك هى أبسط الخدمات وأقل الأشياء. ويواصل حديثة قائلاً : أين العدل فى أنكم تقومون بتحرير محاضر عن مخالفات أهالى القرية ولا تقومون بتقديم الخدمات اليهم وهى خدمات مدفوعة الأجر . سيدى الفاضل ان كان هناك تقصير واهمال جسيم ورعونة وعدم تبصر بالأمور فهو أولاً وأخيراً من سيادتكم لأنكم المنوط به والمسئول عن ذلك أولاً وأخيراً .لقد طال سكوتنا وتغاضينا عن أشياء ومخالفات كثيره ولكن أؤكد لسيادتكم باننا كاهالي قرية البريجات لا نطالب الي بابسط حقوقنا. ويضيف عبدالغني الجيزاوي قائلاً : معدات منهية الصلاحية ومتهالكة ولا تصلح وسوء إدارة يرجع ذلك الي عدم اهتمام المسئولين وانشغالهم باعمالهم الخاصة . اما مشكلة الصرف الصحي يتحدث الاستاذ احمد جلال قائلا: “القصة تبدأ منذ اكثر من خمسة عشر عاما عندما ظهر رشح في أرضية البيوت والأمر كان عاديا في البداية، ولكنه تحول كسيل ، فاجتاحت المياه كل شيء، فترك بعض الأهالي منازلهم متجهين إلي خارج المحافظة هربا من هذا الوضع السئ واخر ترك الدور الارضي وسكن في الدور العلوى هربا من المياه وكثير خرج الي الزراعات في اطراف القرية وتركوا منازلهم كالخرابات وأوضح الحاج / جمعة علي منصور (علي المعاش ) وهو أحد المتضررين أنه عندما بدأ البحث عن مصدر هذه المياه قمنا بمخاطبة المسؤلين بشركة مياه الشرب بكوم حماده وجائوا الي القريه بدون التوصل اي سبب مقنع وقال الشيخ / احمد عمر مشاعيل وكثيرا من الاهالى ان السبب هو ارتفاع المياه الجوفية لان القرية محصورة بين فرع رشيد والرياح البحيرى، واكد الاستاذ حماده عيد ان المنطقة كلها لم تعد صالحة للحياة والمسئولون نائمون في العسل، والأهالي هم الضحية”. وهكذا أصبحت القرية والتي تمثل أكبر قري المركز ويسكنها أكثر من ” 35000 ” نسمة اصبحت عبارة عن خرابة لدرجة أن السكان تركوا منازلهم بعد ان أدركتها المياه وأغرقة بيوتهم ولم يشفع لهم المسؤلين ولتضاف هذه المشكلة إلي المشكلات القديمة المتراكمة وعلي رأسها مشكلة القمامة. وإلي أن يأذن الله بأمره في هذا يبقي الوضع علي ما هو عليه، ويبقي الأهالي يعانون كل يوم من كثرة الأمراض وانتشار الأوبئة، وظهور الطفح الجلدي وانتشاره إلي حد كبير بين فئات العمر المختلفة. ويتساءل الأهالي قائلين: “إلي متي نصبر علي هذا الوضع وهل هذه حياة تليق بالإنسان وآدميته ويستمر المسئولون في مماطلتهم وعدم تنفيذ وعودهم؟!”. ويضيف الاستاذ محمد عليوه ومن المشكلات الهامة أيضا والتي يشتكي منها اهالى القرية عدم رصف الطرق سواء المؤدية إلي القري المجاورة أو حتي في مداخل القرية الرئيسي وأثناء جولة “داخل القرية ” لاحظنا انتشار اكوام القمامة في الشوارع الرئيسية ، هذه هي الحياة في قرية البريجات وهذه صورة بسيطة لحال الأهالي هناك ولسان حالهم يقول أغيثونا من الغرق.. اغثيونا من الأمراض والأوبئة.. . اغيثونا من الظلام.. اغيثونا.. اغيثونا! وهنا السؤال هل من مجيب ؟